خديجة عماري
Admin
المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
الموقع : khadijaaamari.yoo7.com
 |  موضوع: فصل من رواية:"حداد زنبقة" فصل:"كنت بلقيسا" بقلم:خديجة عماري الجمعة فبراير 07, 2014 1:22 am | |
|   " />
فصل من رواية:"حداد زنبقة"
فصل:"كنت بلقيسا"
بقلم:خديجة عماري
اه من الدنيا عندما تغلق أبوابها علينا تباعا.الوحدة تقتلني بين أركان هذا البيت لم تكن تلك التي يسمونها نافذة العالم تستطيع إخراجي من هذا الليل الطويل ليوم يكون قد ابتدأ عند موقع قدميه. أعلم أن الشمس نفسها لا تحب أن تغيب عنه.تحب أن تشرق في عينه وتولد الدنيا بين يديه. لا تستغربوا ما أقوله فهو الصدق وهو ما أنا أعتقد به حد اليقين. غادر كما لم يغادر من قبل. لا أنكر أحيانا أني أتمنى أن يطول هذا الغياب لكن قلبي كان يهمس لي في جوف الليل أن أنه اشتاق له.القلب مضغة ليس أمرها بأيدينا بل بين يدي الرحمان. قلبي تمرد على رغباتي وعلى جمودي، قلبي تمرد على قوانين سطرتها باللون الأحمر كي لا أتجاوزها، ومعه فعلت.مع وجوده ومع غيابه فعلت، منذ متى كنت أشتاق لغير حضن أمي؟ منذ متى كنت أتمنى أن يشاركني أحد أدق تفاصيل حياتي...؟غير أمي. لكنها رحلت ولم تفي بكل تلك الوعود التي جعلتها يوما تتمنى أن تتحقق. رحلت وكانت تعلم أن قلبها الضعيف لن يمهلها استقبال فرحة عنوانها:"جدتي"، حفيد تحمله بين يديها تختار له اسما. لم أكن أنا نفسي حتى لو طال بها العمر راغبة بتحقيق هذا الحلم، تمنيت مند زمن طويل أن أعيش معها فقط. كان وجودها كافيا لتتحقق سعادتي، كانت الجنة فعلا تحت قدميها. لكم قبلت يديها لكم ضمتني لكم أتألم لغيابها. كل هذا كنت أقوله لها. لكنها كانت تصور لي الدنيا كقصيدة شعر -تماما كما غناها طائر العندليب-وكان لابد لها أن تفهمني بضرورة الاستعداد للحب، كي لا يفاجئني في أشد حالاتي سرحانا، وسكونا. كانت تعلم أن وقوعي به سيكون ضرورة.لم أكن أعتقد بذلك لأني افتقدت معنى تواجد الرجل بحياتي كنت أعتقد أني فعلا لن أحتاج لأن أحب. لكنه كان شيء طبيعيا و خارقا فوق إرادة كل البشر. حتى وأنا صغيرة كنت أحب كثيرا أن أحصي النجوم وكنت أتوهم أني إن استطعت عد ألف نجمة ونجمة سيأتي فارس نبيل على فرس أبيض بجناحين تملئان الأفق، ويأخذني معه لكوكب كله ورود وفراشات ويدخلني قصرا فوق الماء ويجلسني على عرش من الزبرجد واللؤلؤ تماما كعرش بلقيس مع بعض التعديلات. فيدعوني لدينه واعتناق ملته. كنت أعلم أن لا ضريبة للأحلام،وأدركت أني مخطئة فما أصعب أن تحلم وتعلم أن أحلامك لا تكون إلا للأنبياء. لكن القدر في لحظات تواجده معي كان كريما . كنت بلقيسا حقيقية في ساعات ما بين يديه، جعلني أتناقض بين ما كنت عليه و ما رغبت به بين ما أنا عليه وبين ما قد أكون عليه بالغد. إن كان لي غد. فحياتي أشبه بليل سرمدي...يعلمني الغياب دروسا في الصبر وكم أخشى أن تنتهي دفاتري ويجف حبري و لا أنهي روايتي.
بقلم:خديجة عماري
فصل:"كنت بلقيسا"
فصل من رواية:"حداد زنبقة".
| |
|
