من أكثر المخلوقات تعميرا ؟ هي الجراح، تلك التي تسكننا وجعا يدمينا في صمت الرحيل والغياب، نحاول أن نسترجع تفاصيل الأشياء الجميلة لنصفح بها عن مافات لكن المقايضة وإن كانت عفوا لكن ليس شفاءا بل جرحا فينيقيا لاتنتهي دورته، يولد فينا كلما نحن استسلمنا لوحدتنا حتى بين الناس. من يشبهنا يستطيع أن ينكر أن القطار لايرجع للمحطة نفسها إلا في دورة متجددة لن تكون أكيد مقلة لنفس الركاب وهم بأماكنهم الأولى بنفس الزمان دون تغير شيء. لأن كل شيء فعلا يتغير. عندما يمضي القطار لاينتظر أحدا، لكن أنا كسرت القاعدة وانتظرتك، انتظرت أن تتوقف عن مراقبتي كتلك الملائكة التي تحمينا دون أن نراها، لأنها هي تحمينا وأنت ترهق فؤادي. بشريون نحن ونحتاج للوجود الكامل في أغلاطنا وهفواتنا، وكراماتنا التي تفوق حدود الناس العاديين.
مقطع من رواية:"حداد زنبقة"
بقلم خديجة عماري