مقطع من قصة: "امرأة ...ربما هي في الخمسين" بقلم خديجة عماري من مجموعتي القصصية:"لاعبة النرد"

مفطع من قصة:"فاطمة"
بقلم: خديجة عماري

أصبحت محصورة بخانات الحياة السوداء ولا أقدر على القفز للمساحات البيضاء لأتحرر مما أنا فيه. مضيت وطلبت من "السيد" كما يسمونه، أن لا يقدمني، سأعزف في غفلة من الناس، لأرى إن كان ما أنا عليه سيصلهم إلى حيث هم. جلست بالساحة التي لا تليق فعلا بذلك الفن، الفن تاريخ مقدس يحكي حضارة وتحضر شعوب وهذا مكان لرذيلة والفحش. لا بأس سأعزف.
أمطرت زخات موسيقية على تلك العقول الشاردة،استحضرتها كالأرواح الهاربة، لجلسة علاجية، وعزفت،عزفت بحمقي بجنوني بتعقلي بلهفتي بشوقي بترددي بترزني بنفسي بجسدي بروحي بكل شيء بلا شيء، حتى فتحت عيني ووجدتهم معي يتابعون كل نوطه موسيقية على حدا، صفقوا لي، وبكى البعض مستخرجا كل تلك الشوائب العالقة بالنفوس، علمت حينها أنهم بشر عاديون، وبأن الهموم والأفكار الضالة هي التي رافقتهم لهذا المكان. تركت المكان ومعي من المال ما يكفيني لأيام. لا أنكر أنه كان من الصعب علي جدا أن أتعامل مع مال أجنيه من حانة ليلية، ربما أنا فقيرة وشريدة وطريدة لكن لا أستطيع أن أعاقر أناسا يمتهنون الفحش والبغاء ورجال يمارسون الخطيئة ويدعون المثالية بالنهار نازعين كل أقنعتهم ليلا.بدأت أرتاد البار كل ليلة لأعزف وأغني، أصبحت تلك الآن مهنتي التي أعيش منها.اقترحت على دنيزاد أن نكتري شقة تكون أريح لنا، وأكثر أمنا و سلاما. وافقتني. لم نحتج لأن نبحث طويلا، فعندما يتوفر المال يمكن توفر كل الماديات معه، أما الروح اندثرت الله أعلم كيف وأين. أعيش بصلابة ودون مشاعر، دنيزاد تبيع جسدها وأنا أبيع فني. مرة سألت دنيزاد عن ما جاء بها لهذا المكان. وعندما تكون أول إجابات النساء دموع أعلم أنه .......

مفطع من قصة:"فاطمة"
بقلم: خديجة عماري