هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة عماري
Admin
خديجة عماري


المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
الموقع : khadijaaamari.yoo7.com

مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري Empty
مُساهمةموضوع: مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري   مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري Emptyالأربعاء أبريل 23, 2014 11:05 pm

[img]مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري 14600310[/img]




مقطع من قصة:"فاطمة"
من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد"
بقلم:خديجة عماري

أحيانا يتناسى القول والوعد والرهان فهي ثرثة يتخلصون من ثقلها فور تفرق المجمع كما نقول بلهجتنا العامية. قدر لأمي أن لا تباع في سوق النخاسة تلك، فقد كانت قوية لتقول: "لا" في زمن يعد فيه الرفض تمردا وخروجا عن سلطة المجتمع، كبرت وهي موعودة لابن العم، الحقيقة أن ابن العم هذا، حتى هو لم يكن ليحبها فهو مرتبط بزميلة له بالعمل، هذا ما سمعت والدتي تردده يوم عاتبتها والدتها أي جدتي على تركه، و الارتباط باحماد و احماد هذا هو اسم والدي.والدي، قد لا أستطيع أن أكون حيادية وأصفه كما هو، وإن كنت قادرة على رؤيته من الداخل عكس كل البشر، أنا غير أمي فهي تراه ملاكا منزلا من السماء،الحب أعمى كما يصفونه. وعندما أراهما معا جالسين أدرك كم بصيرتهما صادقة، لا يوجد هنالك زوج أمثل من بعضها لبعض، يتشابهان كثيرا.
لم يكن لنا مدخول قار نعيش منه، فمنذ فتحت عيني وجدت أمي تشتغل بالبيوت لتكسب قوت اليوم، وأبي ينتظر أن تعود لتعطيه ما جنته فيبعثره في القمار وتدخين كل أنواع الحشيش التي لا أعرفها وربما يشرب الخمر خفية عنا، لست أدري كل شيء وارد. لم أتمكن من الدخول للمدرسة كباقي الصبية، وكم كنت أحلم بضم كراسة وأقلام ملونة بمحفظة أحملها على ظهري، تمنيتها بلون وردي ومرسوم عليها :"فلة"، لأني أشعر أني هي. رغم أن أبوي على قيد الحياة، ولا أعيش تحت رحمة أحد بل تحت رحمة الله فقط. لكن أحسني هي كلما خلوت بنفسي لأعد النجوم المتناثرة بروعة في السماء، فقط في السماء تتساوى الكائنات، كل النجوم تبدو على منحى وبعد واحد ولا أفضلية لهاته عن تلك، كنت اعلم أن الناس عندما يموتون يتركون أجسادهم ليرتقوا إلى السماء، والسماء فيها الجنة والنار، فيها كل شيء يغيب ويحضر في عقل طفلة صغيرة مثلي، تلك الطفلة لا تزال تسكنني ومن المحال أن تفارقني، طفلة سنوات عمرها تتساوى و سني عمر الكهول. إعتاد والدي على أن يأخذ من أمي، دون أن يسألها أنا لك هذا؟ أو لما لم تأتي الليلة الماضية؟ أو لماذا تخرجين متبرجة على غير العادة. كان يعلم أنها تشتغل بالبيوت لكن من أصحاب هاته البيوت؟ الله وحده يعلم، كان يعلم أنها كانت تشارك في الاشتغال بجني الليمون بمدينة بركان الشيء الذي يكلفها غياب شهر ونصف، ثم العمل بحقول التفاح بمدينتنا التي نستقر بها، ثم تستمر دورتها بدورة الجني تلك، وعندما تنقطع ثمار الحقول، قد تتجه من جديد للعمل بالبيوت:"الموقف"، كان ذلك هو المكان الذي تقف فيه وزميلاتها بالعمل منذ السادسة صباحا،حتى يأتي من يصطحبها لتغسل أفرشة بيت ما في مكان ما، لم أكن أفهم حينها شيء لكني عندما كبرت فهمت الكثير، فقد تتعرض المرأة لأي فاجعة وهي ببيت مجهول، فالعمل غير مؤطر قانونيا ليحميها ويحميهن ويحمينا من أي مطب قد تقع فيه امرأة. بل الطامة الكبرى أن حتى الرجال قد يقعون بنفس المطب فتتحول من مستخدمة لتنظيف أو مستخدم للعمل الشاق لمتاجرة بالجسد، فقط الأمر قد يتراوح بين القبول والرفض، فهنالك من يعملون بشرف وهنالك من يتاجرون بالشرف، ذلك أن الشرف لم يطعمهم ويسد أفواه أطفال جوعى. مثلي ومثل إخوتي. لكن وأنا لازلت أحمل دمية ممزقة الملابس مثلي، أرسلت للعمل ببيت سيدة عجوز تعيش وحدها، تملك كل شيء لكن لا تمتلك زوجا و أبناء، سبحان الله. اختبارات الدنيا وأحوالها غريبة ولا تكتمل لأحد، ذلك أن الجنة لا توجد على سطح كوكبنا. وقد كتب علينا أن نعيش الشقاء، وقد ننعم قليلا ثم نرجع لظلمة أنفسنا لنحزن من جديد، لعل الحزن هو أخلص إحساس لم يفارقني،أعتبره صديقا ودودا دائما لي.
بقلم:خديجة عماري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khadijaaamari.yoo7.com
 
مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقطع من قصة: "امرأة ...ربما هي في الخمسين" بقلم خديجة عماري من مجموعتي القصصية:"لاعبة النرد"
» تحليل المجموعة القصصية :"عاشقة الورد" للكاتب الشاب:"يوسف كرماح", بقلم خديجة عماري
» فصل الحصار مقطع من رواية:"حداد زنبقة" بقلم:خديجة عماري
» مقطع من :"قصاصة من حياة امرأة" بقلم خديجة عماري-اكليل
» مفطع من قصة:"فاطمة" بقلم: خديجة عماري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: روايات و قصص-
انتقل الى: