خديجة عماري
Admin
المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
الموقع : khadijaaamari.yoo7.com
 |  موضوع: فصل الحزن، من رواية:"حداد زنبقة" بقلم خديجة عماري الإثنين يناير 13, 2014 6:48 pm | |
|   " /> فصل الحزن، من رواية:"حداد زنبقة"
بقلم خديجة عماري
أكتب بروحي وأحاسيسي كل مقطع من مقاطع هذا العمل هو جزء مني. وإن لم يكن واقعي لكنه واقعي. فدوما أعمالنا تنتمي إلينا بطريقة أو بأخرى.
"هذه هي لعبة القدر التي يتقنها، في عقد قران تام بين الأحلام والواقع، يظلان عالمان منفصلان، خطين متوازيين مستحيل التلاق المنصف بينهما.إلا على حساب انكسار إحداهما. من أجل الاستمرار. كذلك كان حلمي وقد تبخر عندما صادفته صخور الحياة الصلبة العاتية.
لست أدري لماذا اجتاحتني رغبة في مشاهدة فلم درامي كي أبكي بحرية وأحترق بالبكاء دون أن يسألني أحد، فالبكاء في بلادي جريمة يعاقب عليها قانون المجتمعات، فتبدأ الحوارات بسين وجيم، دون أن يدركوا المغزى الحقيقي ل"جيماتي"-أجوبتي-. لم أنتبه لتلك الشخوص المتحركة داخل علبه التلفاز، بكيت بعمق، وقد جعلتني أمي أفهم أن المشهد جد كوميدي ومضحك، فلماذا تفاعلت معه تفاعل الحمقى؟ ماذا أقول لأمي غير إعطاء جواب غير مقنع يجعلها تعود لسبحتها وتستغفر الله لذنوبي التي لا تعرف أي مأخذ أخذته بحياتي.
-أمي أنا أفهم حقيقة المشهد بعمق،إنها كوميديا سوداء، تعكس المعانات في قالب مرح.
أنا نفسي لم أقتنع بجوابي، لكنه تبرير لشيء من منعطف موقفي الضعيف. تمنيت لبرهة وأنا أحتسي كوب دموعي المالحة ممزوجة بكوب الشاي المنكه بتلك الأعشاب البرية التي تتقن والدتي إعدادها لو أن تلك الأمطار التي تصارع كل الطبقات العليا لتذوب و تتهاطل لو أنها تمطرني وحدي وتبللني حتى أختلط وهي في مزيج واحد، تمنيت لو أنها تستطيع صهر شكلاطة أحلامي فتزين كعكة حياتي التي ينقصها السكر والقليل من خميرة السعادة و قبصة حظ، لا أملك أن أقتني شيء في هته الحياة و العملات التي أمتلكها لم تعد تتعامل بها أي بلاد من البلدان التي أعرف والمصرف يرفض تغييرها وينصح بالاحتفاظ بها بمتحف أوراقي و علب ذكرياتي. سأفعل فالمتحف أروع الأماكن التي يحتفظ فيها بالذكريات التاريخية، خصوصا منها ما ارتبط بعصر أهل الكهف والذين أنتمي إليه أنا نفسي. جئت من عالم ليس لي وأعيش ضيفة بعالم لا يقاربني وسأرحل عنه عندما يكون قاربي جاهزا لرحيل." | |
|
