هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  فصل: الميلاد من رواية:"حداد زنبقة" بقلم خديجة عماري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة عماري
Admin
خديجة عماري


المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
الموقع : khadijaaamari.yoo7.com

 فصل: الميلاد     من رواية:"حداد زنبقة"     بقلم خديجة عماري Empty
مُساهمةموضوع: فصل: الميلاد من رواية:"حداد زنبقة" بقلم خديجة عماري    فصل: الميلاد     من رواية:"حداد زنبقة"     بقلم خديجة عماري Emptyالخميس يناير 02, 2014 2:46 am

[img] فصل: الميلاد     من رواية:"حداد زنبقة"     بقلم خديجة عماري 14616410[/img]


فصل: الميلاد
من رواية:"حداد زنبقة"
بقلم خديجة عماري

واليوم أستقبل تهاني الميلاد وتمنيات عديدة مدونة على بتلات الورود التي أعشقها وبطاقات حمراء مطبوع عليها أحر التهاني وقبعة بابا نويل. طرق بابي بمنتصف الليل وقد آثرت الاحتفال بمرور عام على ذكرياتي المنتحرة على شرفة أحلامي التي لم تتحقق بعد لوحدي، لم أتوقع أن يتذكرني أحد،وأن يطرق بابي ساعة إغلاق أضواء منتصف الليل ترحما على سنة ولت، وفرحا بأخرى ستولي أيضا بعد اثنتي عشرة شهرا أخرى، الله وحده يعلم كيف ستكون إن أمهلنا القدر ذلك. إنه بابا نويل، لكن هل يترك أوربا بثلوجها المبهرة وفساتينها الممطرة ليزورني هنا بهذه القارة المنعزلة في صمتها عن الكون؟ نظرت مليا لتلك العيون العسلية الغامقة التي أعرفها، نظرت لتلك الشفاه المتوارية خجلا ورغبة خلف تلك اللحية المستعارة البيضاء،...ضننت أن في غياب الضوء تماديا فقد مرت على انقطاعه ثلاثون دقيقة وربما أكثر، دعوته لدخول، بل عفوا لم أدعه هي الأمطار طردته ليستكين بمسرح قلبي قرب مدفأة أحزاني التي تسكن عتمة ليالي. قدمت له كوب قهوة، دون أن يشكرني أخرج من حقيبته الممتلئة هدايا، علبة فيها كعكة مرسوم عليها بالكريم صورة وجهي. خشيت أن أنسى ملامحه التي لم أستقبلها مند مدة على لوحة مرآتي، فقط إذا ما صادفتها بمجلة أدبية أو جريدة. تساءلت دون كلمات:من أنت؟ دوما تأتي متخفيا؟ أو تراقبني من بعيد في قدومك الغير الرسمي، من تكون؟ أجابني:لست أحد الرجال الأربعة. لكني كنت متأكدة أنه الاسم الأول على القائمة،لكن كيف لامس كتفه كتفي دون أن أنتبه لذلك. إحساسي يخبرني أنه هو و لا أشك في نفسي لدرجة التي أتأرجح فيها بين الأسماء الباقيات لرجال الثلاثة المتبقين،هم فجروا قنبلة إعجابهم بكلماتي، وهذا يقول أن كلماتي من ساقته ليعشقني. ببساطة هي من اغتالته في صورتي.أعلم أنه شاعر ويفهم رقة الأحاسيس من روح الكلمات التي تخرج من دواخلي. لكننا الآن بعيدين كل البعد عن أشعارنا ورواياتنا التي تحمل معها تواريخ ميلادنا وربما قريبا تاريخ وفاتنا،لكن لا أحد يعلم التاريخ الحقيقي لولادتنا، عدانا نحن.فدوما هناك ولادة بيولوجية وأخرى روحية.و لا أحد سيعلم تاريخ وفاتنا حتى لو كان بوثائق رسمية لأننا أحيانا قد نموت قبل انسلاخ الروح عن الجسد كذلك أكون أحيانا حتى يطرق أبوابي بعد أن أمسح من ذاكرتي أمل رجوعه للولادة بين يدي من جديد.
لم أكن مهيأة لاستقبال أحد حتى السنة الجديدة لم أكن مهيأة لاستقبالها لو أن الزمن يسائلنا عن مضيه لقلت له أنتظر أريد العودة قليلا للوراء لتصحيح أشياء أهملتها وفعل الكثير من الأشياء التي ما كان يجدر بي ارتكابها، ليست جرائم في حق أحد لكنها جرائم شنيعة في حق نفسي فقط. ربما لو أن الزمن يسألنا قبل ارتكاب جريمة المضي لما كنا على ما نحن عليه اليوم هكذا بدد تلك الأفكار التي تبدوا له بدون معنى سوى أنها عتاب على أشياء مضت كانت لابد أن تلبسنا ونلبسها،يكفي أننا معا. و فالتمطر وترعد وتبرق ليس مهما.أحسسته فعلا وضع زيه الرسمي قبل ارتدائه زي بابا نويل ، جلست أمامه قرب المدفأة قدم لي قطعة كعك بعدما وضعها بتلك الصحون التي أهديت لي من طرف صديقة تملك الكثيرمن الحب وتتقن التفنن في الرسم بلغة الورود، لو كان غيره ضيفي بل عفوا صاحب قلبي لما قدمتها له ليستضيفني بكعكته الحلوة، نعم الحلوة فأنا أعلم أنه رجل يتفنن في كل العلوم والفنون رجل أتقن القدر فن انتقائه لي. حتى لو لم أكن بمستوى الاختبار. قدمت له كوب عصير شتوي رغم برودته دفؤه ينعش . أما عن الموسيقى فقد كنا نفضل أن نستمع لفواصل الصمت والنار التي تلتهم عيدان أعياد الميلاد. سألني عن أشياء خاصة ورغم بساطة موضوعيتها كنت أعلم أن كل شيء متعلق بي مهم كتلك المواضيع التي يناقشها على موائد كبار الأدباء والفنانين.لكن مواضيعي وشؤوني يناقشها في صمت مع دواخله العميقة التي تحتوي على تاريخ أكبر الإمبراطوريات على مر العصور.سؤالي دوما صبياني وبسيط:كيف أحببت امرأة في بساطتي؟ كنت ولازلت وسأضل أعلم جوابه بساطتي تفوق حكمة كل البشر. فهل لملاك مثلي أن لا يكبر له عبد مثله.هذا ما كان يتفنن في تصديقه والدفاع عنه كمبدأ وعقيدة يجب أن تتبع وتقدس أنا نفسي لاأعتقد بها .كنت ولازلت أراه رجل ارتقى بعلمه لمراتب الملائكة فتعداها ليصبح مقدسا أمام عيوني و فؤادي. لكن الحقيقة تقول أني كما أخبرته عشقت تلك الصورة التي حملت ملامحه دون صوت ودون أكثر من اسمه وموعد لملاقاته بتلك المنتجعات العلمية التي نأخذ معها عادة موعدا لنكشف صمت الكلمات الخالدة بدواخلنا دون أن ننتبه لها. هي قدرته على جعلي أكتشف خبايا ذاتي، كما اكتشفت قبل سنوات أنه كان ينتظرني على مرأى من تلك الأحلام التي تزوره بردا وسلاما على تاريخ كان قبلي.......
فصل: الميلاد
من رواية:"حداد زنبقة"
بقلم خديجة عماري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khadijaaamari.yoo7.com
 
فصل: الميلاد من رواية:"حداد زنبقة" بقلم خديجة عماري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقطع من فصل:"زنبقة الحب" من رواية:"حداد زنبقة" بقلم:خديجة عماري
» رواية:حداد زنبقة بقلم خديجة عماري
»  فصل:"الإعدام" رواية:"حداد زنبقة" بقلم:خديجة عماري
» فصل الحزن، من رواية:"حداد زنبقة" بقلم خديجة عماري
» مقطع من رواية:"حداد زنبقة" بقلم: خديجة عماري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: روايات و قصص-
انتقل الى: