خديجة عماري Admin
المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 23/05/2013 الموقع : khadijaaamari.yoo7.com
| موضوع: مقطع من مذكرات الكاتب :"يوسف كرماح" الأحد سبتمبر 22, 2013 9:27 am | |
| [img] [/img] سحر مدينة أسطورية أسمها طنجة شوق وحنين جارف يأخذني إلى حضن مدينة معبودة لطالما حلمت بالعيش في كنفها، لا أشعر بالراحة التامة إلا وأنا أتذرع شوارعها الفيحاء التي تحدثني عن كبار الشخصيات الفنية والسياسية والأدبية وما أكثرها، أسألها عن كتاب عالمين أمواتا أحياء. في مقهى سنترال بالسوق الداخلzoco chico أحس وكأنني أجالس "سارتر" على مائدة جعة وأستفسره عن "الغثيان"، أتلفت إلى الجانب الآخر ، أحس أنني أناضر "جان جوني" بهيئته الضخمة ورأسه الشبيه بمؤخرة قرد وثيابه الوسخة المهملة، وهو ينظر إلي نظرة ريب وخوف وحيطة كما هي عادته مع الأغراب، أتني على كتابه الشهير "مذكرات لص" وأقدم له مسرحية "الخادمات" ليوقعها لي، أطلب منه أن يكتب لي بخط يده مقولاته الشهيرة: "لا أنا بالوجودي ولا أنا بالعبثي. أنا لا أمن بتصنيفات من هذا النوع. لست إلا كاتبا، سواء كنت جيدا أو سيئا"، " كنت دائما أكتب حتى قبل أن أحاول كتابة أي شيء" . أجالس كذلك الكاتب الأمريكي الشهير "تينسي وليامز" في مقهى باريس أكلمه بانجليزية مرتبكة فأحظى بشرف توقيع كتابيه "قطة فوق سطح صفيح ساخن " و "صيف ودخان"، وأناقشه واشحذه قليلا من سيرته الذاتية المليئة بالثقوب وأنا أصطحبه إلى قاعة شاي مدام بورت. ألتقي بالأمريكي الآخر "بول بولز" الذي قدم إلى طنجة لقضاء صيف عابر فإذا به يخلد فيها، وذلك في رحبة السوق الداخل رفقة زوجته "جين بولز" يمشيان ،فأحدثه عن سر انجذابه إلى ترجمة قصص المغاربة، وأحدثها عن إحباطها الأدبي .أصافح براين تجيسن في شارع باستور وأقدم له "الصحراء المفترسة" ليوقعها لي. أشيعه فأصادف التونسي حسونة المصباحي قادم إلى مقهى فرنسا ليسترخي على إفريزها أو يتوغل إلى جوفها بعدما نهش صحن سمك معطوب الرأس من نوع " الشارغو" في الميناء أو في السوق الداخل. في الميناء أحس أنني أستقبل مارك توين وأجوب معه تلك 36 ساعة التي قضاها في طنجة ... خلال صعودي عقبة مسرح سيرفانتيس مترحما على مجده أسأل جدران فندق المنزه عن عبت صاحب "الأيام" و "في الشعر الجاهلي" . أقرأ فصولا من روية "زمن الأخطاء" في حانة النجريسكو سابقا، وأدردش مع النادل ومجموعة من أصدقاء الراحل شكري في مطعم الريتز ، أقابل في المساء صاحب "البعيدون" و"أبو حيان في طنجة " في مقهى بيزيرية دولسينيا dulcenea والاستئناس برحلة طويلة من ذكرياته في اسبانيا وانجلترا ومصر، أقابل صاحب طنجيتانوس في فندق الشالة أشرب بصحبته كأسا وأنصرف. بعد تسكع طويل في صور المعكازين مستأنس بمنظر المدن العائمة وهي تسو. أدخل مقهى فرنسا التي خار مجدها وأمست وكرا لبائعي اللذة/الذكور والإناث. أمكث محاطا بالغواني حتى يحين موعد انتهاء شغل المسخوطة التي تحضنني في شقتها بعد أن نثمل في حانة " فيرونيكا" ونسند بعض حتى تأوينا شقتها المعتمة في المصلى.
مقطع من مذكرات الكاتب:"يوسف كرماح". | |
|