هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة عماري
Admin
خديجة عماري


المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
الموقع : khadijaaamari.yoo7.com

قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة" Empty
مُساهمةموضوع: قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة"   قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة" Emptyالجمعة أغسطس 16, 2013 7:34 pm

[img]قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة" Uouoou10[/img]








عليك يا قلبي السلام
بقلم الكاتبة خديجة عماري


ليس دائما تمنحنا الحياة الأشياء الجميلة لنحتفظ بها لبقية العمر, بل تزورنا كالبريق الخاطف وتختطف من أيدينا لنتذوق بعدها طعم الحزن والمرارة, كذلك قصتي, أغرمت حتى الجنون بفتى يكبرني بسنتين, كنا نحب بعض بشدة ولازلت أحبه مهما مرت السنون على علاقتنا, لا أقدر على نسيانه ولو عاد بالقدر لكنت سعيت لأنقد تلك العلاقة المتيمة بالحب قبل الضياع.
ليس بالسهل على امرأة مثلي أن تغير مبادئها ولأجله كنت أستغني عن كل أفكاري وطموحاتي حتى عن كبريائي وعزة نفسي, لست أدري للان كيف أزن قدري عنده, كان ذو طباع صعبة وليس على أي كان أن يتأقلم معها الحب كان دافعي لسعي لتغييره, لكني لم أنجح...كانت عيوبه رغم كل شيء من أكمل الأشياء في ناظري, كثيرا ما كان يصف نفسه بالسكير العربيد الفاسق, وكنت أوقف مشوار كلماته لأقول له أنه أجمل رجل بالكون في عيوني, أنه أروع شخص بالحياة من الممكن أن أصادفه, قلت له كثيرا بأنه إنسان مرن قابل لتغيير لا على الانقلاب, قلت له ملأ الحب الذي بقلبي أني قادرة على تغييره ووعدته أن أكون له بعدما كان دوما يكرر على مسامعي أية امرأة تلك التي ستقبل بي وتاريخي الأسود لن يشرف أبنائي وأي أب سيزوج ابنته لفاسق مفلس مثلي...لم أكن أرى أبدا تلك النقاط السوداء أمام بياض قلبه ونقاء روحه. كان يحبني نعم, كنت أحس به غارقا حتى الثمالة بحبي ولكن ما كان علي أن أصدق تيارات فكر المشاعر المرهفة الضعيفة, أمام نزواته التي لا تنتهي, كان يعاشر في غيابي نساء غيري وكم تغاضيت عن الأمر وأقول في نفسي يجب أن أكون أحكم وأعقل, لكن أية امرأة تلك التي ستقبل برجل له علاقات ستبدد مع الوقت الحب بينهما, خصوصا لكوننا بعيدين عن بعض.
أنا أقطن بمدينة ساحلية جميلة وهو يقطن بمدينة أطلسية شاهقة, لازلنا نعاني من شبح البطالة الذي يرهقنا, لكن رغم كل ذلك كنا مستعدين لفعل المستحيل كي نكون لبعض, الأيام أظهرت لي حقيقة تفكيره, فبينما أنا هنا أنتظره وأحكي للأمواج حكاياتنا كان هو يخلق له صداقات على نطاق أوسع مع فتيات من مناطق مختلفة, يسقطهن في حبال هواه, وعشقه و تيامه, كنت أحس أن بداخله حاجة شديدة للحب ورغبة كبيرة في الانتقام من النساء, بأشد الطرق تعذيبا وألما, بزرع بدرة الحب والألم بقلوبهن ثم تركهن, وبعد كل تلك الحكايات التي كان هو بطلها, كان يستضيفهن بطلات ضعيفات شهوانيات بكتاباته, كان كاتبا ممزق المشاعر بين الشخصية التي كانها قبلي وتلك التي يحملها بطياته بعد تغلغلي في حياته, لطالما كرر على مسامعي وأنا أعاتبه على هذا الانحلال بالعلاقات الذي لا يمثل للحب بصلة , بلغته الرخوة التي تهش كل قوتي وتضعفها:"قد أتلاعب بالكل إلا أنت, أنا صادق النية معك, والله شاهد ولن أخذلك"....لم أكن قادرة على هزم تلك الغيرة التي كانت تنهش دواخلي وتمزقني, كنت كل مرة أصارعها فإما تهزمني وإما أهزمها, أصبحت غيرتي مرضية تزعزع أوتار الحب السلمي بيننا, كنا ضد القاعدة البشرية الميكيافيلية ربما, أن تحب امرأة شديدة الغيرة رجلا يقول شعاري هو :"كل النساء لي و أنا لامرأة واحدة هي أنت".
أصدق أني لازلت عالقة بذهنه ولم ينساني ولن يكون قادر على توقيف التفكير بي, تماما كما أنا, مهما باعدت بيننا الأيام فلن أجتهد لنسيانه لأن بداخلي لا يزال أمل لن أقول عنه صغير ولكنه عميق بعمق البحار والمحيطات بقلبي, بعمق حبي وعشقي الكبيرين له, رغم كل شيء أنا الوحيدة التي تعرفه أكثر من نفسه وتفهمه أكثر من نفسه, ربما كنت معه امرأة متسلطة ولكني كنت أيضا امرأة ضعيفة منهزمة القوى, كان يعلم أني شديدة الغيرة, وفي الكثير من حب الامتلاك, وكم من مرة رددت عليه تلك الصفتين التين لست أدري أهما نقصان أم اكتمال لحب حقيقي. لم يكن ليعطي الأمر أكثر من حمولته, حتى تغلغل وارتبط بي, ...وتذوقهما بطعم قضبان سجينة, ليحاول الانفلات مني و الانقلاب على مملكتي, كان حلمي أصدق عندما أخبرني انه سيغلق يوما كل الأنظمة التواصلية بيننا ويرحل ولن أدركه, حتى بهذا الحلم أخبرته, وربت على كتفي وضمني وقال لي والحب بريقه ظاهر في عيوننا:" يا حبيبتي مهما يكن لن أتخلى عنك, أنت حبيبتي وزوجتي و أم أبنائي, أنت روحي, فهل أقدر على العيش بدون روح؟".
فكرة الهجرة للخارج كنت أقرأها بكتاباته, حدثني عنها كثيرا, ولم أكن أعير للأمر أهمية يوم رفض سفري من أجل العمل لوحدي لأبي ضبي أو بلجيكا أو حتى أمريكا, كانت أمي تشجعني على اقتناء عقد عمل والهجرة,لكني ألغيت الفكرة من أجله, لأنه خيرني بين حبه لي أو الهجرة. لم تمضي على ذلك الموضوع سوى شهور حتى لاقته الأقدار ببعض أقربائه المهاجرين لفرنسا, تغيرت لهجته معي وتغيرت طموحاته بين ليلة وضحاها, ولأول مرة أخطئ معه أو لست أدري إن كنت أخطأت أم جرمني أمام نفسي كي يريح ضميره, ليقول لي بعد نقاش حاد دار بيننا:"من الأفضل أن ننهي هاته العلاقة, سأهاجر لفرنسا الصيف المقبل وارتاح", أصبحت بالنسبة له أساوي شبح البطالة والضياع, أساوي أمامه سواد الأيام, وسأذكره بتلك الصفحة التي يريد تمزيقها من حياته,ليبدأ حياة نعيمية يصورها له واقع المهاجرين بالخارج.

قالت لي صديقتي يوما وهي تسألني عن حال الحب معه:"أتعلمين يا صديقتي إذا لم ترتبطي مع حبيبك سأبكيكما حتى تلتقي الدموع بجيدي...لأني رأيت الحب الحقيقي بعينيكما". نعم يا صديقتي اشرعي بالبكاء وامسحي دموعك بأثواب عرسك... فقد أنهت دموعي كل المناديل الورقية.
عليك يا قلبي السلام


قصة من مجموعتي القصصية: "قصاصة من حياة امرأة", خديجة عماري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khadijaaamari.yoo7.com
 
قصة بعنوان:"عليك ياقلبي السلام" بقلم الكاتبة خديجة عماري-اكليل, من المجموعة القصصية للكاتبة:"قصاصة من حياة امرأة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقطع من :"قصاصة من حياة امرأة" بقلم خديجة عماري-اكليل
» قصة من بوح قلم الكاتبة خديجة عماري:"وعود رجل" قصاصة من حياة امرأة
» مقطع من قصة:"فاطمة" من المجموعة القصصية:"لاعبة النرد" بقلم:خديجة عماري
» مقال بعنوان:"الكتابة بين المدارس", بقلم الكاتبة خديجة عماري
» موضوع مقالي بقلم الكاتبة:"خديجة عماري" بعنوان:"أنا لست نسوية"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قصائد الشاعرة-
انتقل الى: